قصة ايوب عليه السلام
--------------------------------------------------------------------------------
تشق الحديث بين ملائكة الله عن الخلق وعبادتهم ومعصيتهم أو طاعتهم قال قائل منهم معلى الأرض اليوم خير من أيوب إنه مؤمن قانت ساجد عابد بسط الله في رزقه وإنسا في أجلة...........سمع إبليس قاتلهم ولم يكن محجوباَ عنهم وبعيد عن ساحتهم فساءه ان يكون رجل في الأرض يعبد الله كما يعبده أيوب وهمه في الأرض إغواء للصالح وإفساد للمؤمن ووسوسة للطائع المذعن فخف إلية يغويه أو يضله فوجد امرأ يمرح في مطارف النعمة ويجول في حقول الثراء ولكنه لم يبطر الغنى ولم يغوه المال فهو أبدا لاهج بذكر ربه بر بأهله حدب عاطف على عبيده وخدمه يطعم الجائع ويكسو العاري ويفك العاني ....فحاول ان يقترب من قلبه أو يوسوس إلية وراء إذنه وان يزين له الدنيا ومجاليها وان يزهد ه في العبادة وما فيها ولكن وجد إذنا صماَء عن الخنا وقلباً أغلف عن الهوى وجده من عباد الله المخلصين الذين ليس له عليهم سلطان فكره ما رأى وحزبه ما لقي من أيوب ثم رجع إلى الله ووقف منه الموقف الذي كان يقف منه قبل إن يطرد ه من رحمته ويقصيه عن سدته وقال: يأرب :عبدك أيوب الذي يعبدك ويقدسك ويهتف قلبه بذكرك ويلهوج لسانه بتسبيحك ما يعبدك تطوعاً من نفسه ولا ن فله من عنده إنما يعبدك ثمناً لما منحته من مال وبنين وما أسبغته عليه من ثروة وطمعاً في ان تبقي له ماله وتحفظ له دنياه : ألوف من الغنم والإبل ومئات من الأتن والبقر وعديد من الفدادين والعبيد وبنون وبنات وارض عريضة وحقول خصيبة....أليست هذه النعم جديرة بنا ن تعينه على شكرك وان تحمله على عبادتك ؟ خشية ان يمسها الزوال أو يصيبها الفناء فعبادته مشبوبة بالرغبة والرهبة مشربة با لخوف والطمع انزع عنه هذه النعمة وجرده من هذه الثراء.
_قال الله تعالى: إن أيوب عبد مؤمن خالص الإيمان ,لأي عبدني إلا لما يراه حق العبادة ولا يذكرني إلا لما يعرفه من حق الذكر ذكر وعبادة مجردان عن حب الدنيا بر يئان من المطامع والغرض.
ولكن ليكون أيوب قبساَ وهاجاَ في الإيمان ومثلاَ عالياً في الصبر واليقين قد أبحتك ماله وعقاره اجمع لهما جنودك وأعوانك وشيعتك وحزبك وافعلوا يهما ما تريدون ثم انظروا إلى ماتنتهون.
فنكص إبليس على إعقابه وراح يجمع الشياطين من شيعته وأوليائه وأوحى إليهم ان الله قد رخص له في مال أيوب يذهب ويفنيه وانه يطمع في أوليائه ان يصنع كل منهم في الإهلاك نصيبه ليعود أيوب مجرداً من ماله ثم يرجع بعد ذلك سليباً من إيمانه
فانطلقت الشياطين وفعلت أفاعيلها حتى أتت على الغنم والإبل والأتن والعبيد والناطق والصامت والأخضر واليابس وأصبح بعدها أيوب فارغ اليدين صفر الراحتين
إما إبليس فتمثل لأيوب رجلان هماً حكيماً مجرباً وقال له:إن النار قد أتت على ثروتك من قواعدها وقد هلك الزرع والضرع وذهب المال النشوب ووقف الناس إمام هذا واجمين مبهورتين من قائل يقول : إن أيوب ماكان إلا في غرور من عبادته وضلال من زكاته وصلاته وآخر يقول: لو ان الله استطاع دفع شر وجلب خير لكان أيوب أولى بذلك وأجدر من آخر يقول:إن الله لم يفعل ما أراد إلا ليشمت به عدوه أو يفجع فيه صديقه
وظن بما ألقاه من خبر فاجع ونباً مروع انه سيزحزح من إيمانه أو يفسد من جناته ولكن أيوب كان اقوي إيمان واشد أعانا وأعمر با لتقوى قلباً واحكم ما يكون رأيا ولبا قال: عارية الله استردها ووديعة كانت عندنا فأخذها نعمناً بها دهراً فا الحمد الله على إما انعم وسلبنا أيا ها اليوم فله الحمد معطياً وسالباً راضياً وساخطاً نافعاً وضاراً هو مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ثم خر ساجدا
ً وترك إبليس خزيان ينظر!!
ولكن إبليس رجع إلى الله يحاول ان يحوك للشر ثوباً جديداً وينسج للإغواء رداء قشيبا وقال: يا رب إن أيوب وإن كان يقابل النعمة إلا با لحمد والمعصية إلا با لصبر فليس ذلك إلا اعتداداً بمن يعتز بهم من أولاد وانه يطمع ان يشتد بهم ظهره ويشتد عضده فيرد إليه ما ذهب من ماله ويرجع ما فقد من ثروته وعقاره وإن سلطتني على أولاده افعل بهم ما يكره فانا موقن ان أيوب سيصير اشد ما يكون كفراً وجحوداً وأعظم ما أرجو منه جهلاً وعناداً فلا اشد من فتنة الولد ولا أحفظ للنفس من الفجيعة فيهم
فأجاب الله قلائل: لقد سلطتك ولكنك سوف لا تنقص ذرة من إيمانه أو تذهب بقطرة من صبره وعزمه.
انصرف إبليس ودعا إليه شيعته وحزبه وذهبوا إلى حيث يقيم ولد أيوب في قصر مشيد بين نعمة ضافية وبلهنية من العيش سا بغة فزلزل قصرهم حتى تصدع بنيانه ووقعت حيطانه وأصيبوا جميعهم وفنوا عن آ خرهم
ولما بلغ إبليس ما أراد ذهب إلى أيوب متمثلاً في رجل ينعاهم وقال له: لو رأيت أولادك اليوم قتلى مضرجين هذا مجروح وذاك مشدوخ ان الله لم يكافئك بعبادتك ولم يرعك حق رعايتك
فا ستعبر وبكى ولكنه قال:الله أعطى والله اخذ فله الحمد معطياً وسالباً ساخطاً وراضياً ثم خر لله ساجداً
وترك إبليس يكاد يتميز من الغيظ
ويتمزع من الحنق
ثم رجع إبليس إلى الله يقول: يأرب لقد ذهب أمال عن أيوب وفني الولد
ولكنه لا يزال في عافية من بدنه وصحة من جسمه وانه ليعبدك أملا في ان يعود المال ويرد الولد ولكن سلطني على جسمه ورخص لي في ان أنال من عافيته وانأ من عافيته وانأ زعيم انه لو مسه الداء وأنهكه السقم وادفنه المرض ان بهمل عبادتك ويخلع ثوب طاعتك
ويشغل با سقامه عن ذكرك
فأراد الله ان يجعل من أيوب عبداً مؤمناً صابراً شاكراً تكون قصته عبرة
للمصابين وعزاء للمكروبين وسلوى للمرض والمجروح وليكون أيوب على الدهر
المعلم الأول للصبر والمثل العالي في الالإ يمان وليرفع في الدنيا ذكره ويعلي في الآخرهمقامه فقال لإبليس:لقد سلطتك على جسده ولكن احذرا ان تقرب من روحه ولسانه وعقله وجنانه فإن فيها سر إيمانه ومظهر دينه وعرفانه
فذهب إبليس في كيده ونفخ في أيوب فا ستحال سقيماً مريضاً مدفنا عليلاً ولكنه ما ازداد إلا يماناً وما إلا صبراً وحزماً وكلما ألح الداء وتخون السقم ازداد شكره وإذعانه وتقوى إيمانه ويقينه
ومرت الأيام وتجدرت الأعوام وأيوب لا يزال على شكاته حتى هزل جسمه وذهب لحمه وأصبح منقوف الوجه شأ حب اللون لا يقر على فراشة من الألم ففرعنه الصديق وجانبه الرفيق ورغبت عنه شيعته ومن حوله إلا زوجه الرءوم العطوف
فإنها تنحت عليه ما وسع قلبها الحنان وعنيت به ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً ورفت عليه بجنا حيها وبسطت له أكناف قلبها وما شكت إلا هموماً تساورها من آلا مه ومخاوف تحذرها على حياته ولكنها ظلت أيام مرضه حامدة مؤمنه محتسبة إما إبليس فقد أمر أيوب وشق عليه ما رآه من إيمانه ويقينه واهمه ما صادف من الإخفاق فجمع أعوانه مرة أخرى وشكا إليهم ما امتنع عليه من أيوب وما يستلئم به من إيمان وصبر بعد ان سلط على وماله وولده فلم يزدد إلا يماناً وشكراً وبعد ان سلط على جسده فما فتر لسانه عن ذكر الله وما تزعزع قلبه عن الإيمان با لله
فقالوا له: أين مكرك وحيلتك وتلطفك في الوسوسة وحسن تأتيك في الإغواء؟
بطل كل ذلك في أيوب؟
فقال احدهم:لقد اخرجتآدم أبا البشر من الجنة فمن أين أتيته؟قال:أتيته من قبل امرأته فقال: فشانك في أيوب من قبل امرأته قال: أصبتم الرأي ولم تجاوزوا الحق
وانطلق إلى امرأته وهي في بعض شأ نها مع أيوب وتمثل لها رجلاً وقال: أين زوجك ؟ قالت: هو هذا عميداً وقيذاً يتضور من الحمى ويتقلب مما ألح عليه من الداء لا هو ميت فيغني ولا هو حي فيرجي.
فلما سمع قو لها في إغوائها فا خذ يذكر ها بما كان زوجها في صدر شبابه وغضاضة إهابة من صحة وعافية ونعمة ضافية فأعادت لها الذكرى الأشجان وأثارت لديها وكامن الإحزان ثم اخذ يدركها الضجر وينساب إلى قلبها اليأس
وذهبت إلى أيوب وقالت : حتى متى يعذبك ربك أين المال؟ أين العيال؟أين الصديق؟ أين الرفيق؟ أين شبابك الذاهب؟ وعزك القديم ؟ قال : لقد سول لك الشيطان امرأ؟ أتراك تبكي على عز فات وولد مات فقالت : هلا دعوت اله ان يكشف حزنك ويزيح بلواك ؟ قــال : كم مكثت في الرخاء ؟ قالت ثمانين قال: كم أبث في البلاء؟
قالت سبع سنين
قــــــــــــــال: استــــــــــــــــحي ان ا طلب من الله رفع بلا أي وما قضيت فيه مدة رخائي ولكن
يخيل لي انه قد بدا يضعف إيمانك ويضيق بقضاء الله قلبك ولئن برئت واتتني القوة لا ضربنك مائة سواط وحرام بعد اليوم ان آكل من يديك طعاماً أو شراباً أو أكلفك امرأ وعناء فا عزب عني حتى يقضي الله امرأ كان مفعولاً
ولما رأى أيوب انه قد أصبح وحيداً فريداً وقد اشتدت آلامه وتضاعفت استقامة
فزع إلى الله لا متسخطاً ولا متبرماً بل داعياً متحنناً وقال : يا رب إني مسني الضر
وأنت ارحم الراحمين وإلى هذه الساعة كان أيوب قد بلغ غاية الإيمان وصمد لوسوسة الشيطان واضرع بصبر عجيب واحتمل هما تنوء به الجبال وبلغ ما أراد الله له:من ان يكون مثلاً عالياً للصبر ورسولاً من رسل الإيمان فاستجاب الله دعاءه وأصاخ لشكواه وأوحى إليه: ان اركض برجلك يتفجر لك نبع الماء فاشرب منه واغتسل به تعود إليك صحتك وترد إليك قوتك فما شرب واغتسل حتى اندملت قروحه وبرئت جروحه وصح جسمه وصلح بد نه ونسل عنه المرض وعاد أكمل ما يرى صحة وعافية
و جازاه الله صبره فرد عليه ماله ورزقه ولداً إضعاف ولده إذ كان أيوب مثال المؤمن الأواب